بسمة قنديل

بقلم - بسمة قابيل


في مقتبل الثلاثينات، حيث أصبحت  بشهادة البعض بأنني أكثر قدرة علي التفكير ، وتحليل المواقف ، والأخذ في بعض الأحيان بالمنطق ، وقوتي في الفلسفة حين يناقشني أحد ، وقدرتي علي الإقناع لحد ما وحيث أنا الآن. 

إلا أنني فشلت في الإجابة عن ثلاث أسئلة ، لم تفيدني الفلسفة أو الخبرة أو أساليبي الحياتية مهما كانت أو عظمت أن أجاوب عليهم .. أو أتحرر منهم. 

كان أولهم أهمهم وكان سبب حيرتي قبلهم وهو:

 لماذا أنت !؟ . 

وكان ثانيهم وهو أكثر قوة علي عقلي أيضا .. لماذا أحببتك !؟ 

وكان ثالثهم أكثر تمرد علي قلبي .. إلي متي !؟ 

أفتش عن الأجوبة داخلي قبل أن تسألني نظرة عيونهم .. 

لا أعرف .. لماذا أنت ولماذا أحببتك وإلي متي !؟ 

كاد يكون ثالثهم إجابته حتمية بداخلي ولنجعلها " لآخر العمر" ولكن صوت في قلبي يقول " وبعد العمر بعمر أيضا " فظلت إجابته مطلقة لم أعرفها ...

ثلاث أسئلة تختفي إجابتهم بداخلي ، رغم سهولتهم ..

صرت أبحث .. 

فلتكن مثلا عيونك ، شعوري بأن وجودي وسكني بداخلهما ، أو بين حضن كفيك أماني ، أو بين تنهيدة منك والأخري تتسلل أنفاسي .. 

أو أني أختصر العالم بأجمعه في حضورك أنت فقط ، وأن كل الطرق أمام عيني تؤدي إليك ، ... 

رغم قوة هذة الكلمات وإحساسي بها إلا أنها لم تكن كافية لإشباع إجابتي .. هناك شئ أخر ، مجهول ، غامض .. 

تمر الأيام ويمر حبك بين ثنايا قلبي وأنا أردد دائما سأظل أحبك كلما اختفت وصعبت قدرتي علي الإجابة ... وأعتقد أنها ستظل مختفية إلي الأبد .. والإعتقاد هنا تأكيد لا محالة ... 

الحب يرفض الأسباب ، الحب متحرر من كل الأجوبة ، الحب حالة لا تقبل المناقشة أبدآ ، الحب لم يحمل سوي " أنا بحبك " ولا أعرف لماذا ...

فيبقي الحب مادمت تجهل السبب.