المرارة والحميس والشاكرية... موائد "الأضحى" تجمع شمل الجاليات العربية في مصر
تتبادل العائلات الزيارات خلال أيام العيد... وتحضر الأطباق المميزة من كل بلد
تمتد "الشاكرية" و"التسقية" السورية للحاج "نمرة"، ابن الشام، على مائدة الحاج "محمد عبده" المصري، ورائحة "الفتّة" باللحم الأحمر تتجانس مع رائحة لحم "الشاكرية" وتوابلها الشامية المنغمسة في اللبن في مزيج يجمع شعبين على مائدة واحدة، في مظاهر جديدة من نوعها لم يألفها المجتمع المصري، تضفي سعادة من نوع آخر.
"العصيدة" و"التسقية" و تكبيرات العيد
تستفيق الحاجة "فاطمة" الستينية على تكبيرات العيد
صباح أول يوم من أيام عيد الأضحى بمسجد بحي فيصل بمحافظة الجيزة وتبتسم بعد
سماعها أصوات الصغار مع المؤذن الذي يردّد تكبيرات العيد ويحثهم على
ترديدها، تسمع لكنة شامية وسط الأطفال المميزين بلهجتهم المصرية الخالصة،
فيعتريها شعور مختلف بالسعادة وتستعد للمرور هي وزوجة ابنها الأكبر على
جارتها الحاجة "أم نضال" السورية، التي تقطن في الطابق السفلي هي وأبناؤها
منذ 3 سنوات، ويمررن في طريقهن على "سعدية"، الفتاة الثلاثينية السودانية،
التي فقدت زوجها لتتبناها الحاجة "فاطمة"، يصطحبانها وسرعان ما تنتهي
الصلاة.
يعودون جماعة وسط الأحفاد الصغار والأولاد الذين يلهون في سعادة، يرتدي كل
منهم زيه الذي لا زال يتمسك ببصمته الخاصة، مع تفاصيل صغيرة مقتبسة من
ثقافة الآخر، في اندماج واضح برغم الاختلافات. يصعد كل منهم إلى منزله،
لتسارع الحاجة "أم نضال" في إرسال أطباق من "التسقية"، التي تعدّ أهم طقوس
السوريين التي تتميز بها مائدة الإفطار في عيد الأضحى كما عوّدتهم خلال
السنوات الثلاث الماضية، فلا تتواني "سعدية" هي الأخرى في إرسال أطباق
"العصيدة"، التي تتقن طهيها إليهن، والتي تعد أبرز طقوس السودانيين عقب
العودة من صلاة العيد.